ومن الحب ما قتل، فكفاك حبا يا الشوباني

مرة أخرى أطل علينا الحبيب الشوباني الوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والرئيس الحالي لجهة درعة تافيلالت بإحدى طلعاته الغريبة. فبعد قصته الغرامية مع الوزيرة سمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر، ها هو الحبيب الشوباني يقع في الغرام مرة أخرى، لكن هذه المرة غرام من نوع خاص ربطه بسيارات الأودي الألمانية وابنتها البكر "توارك".
نزوات الحبيب الشوباني كلفت هذه المرة خزينة جهة درعة تافيلالت (أفقر جهة في المغرب) ثلاث ملايين درهم، أي أنها اغتصبت من المغاربة ثلاث ملايين درهم، سُلِبت من سعيد البائع البسيط في سوق الحي الشعبي، أخدت عنوة من صبرى الطالبة التي داومت على إرسال ملفات ترشيحها لكل المباريات المهنية لعلها تصطاد وظيفة في مستنقع أتت فيه التماسيح على كل ما يؤكل، اختُلِست من مشاريع تأهيل، تطوير وتنمية طبل لها العفاريت؛ ومتى كانت طبول العفاريت تتجلى؟.
كل يوم أصبحنا نسمع في هذا البلد السعيد قصصا لعهر سياسي تفشى، نشاهد عروضا مسرحية يحاول فيها الساسة تقمص دور روبن هود أو زورو الجماهير الشعبة المسحورة بطلاسم دست في منظومتنا التعليمية، نتفرج على أفلام يحاول كل بطل فيها الركوب أو الإطاحة بخصمه بحجة الديموقراطية.

خلاصة القول: اشتقت إلى زمن الملكية المطلقة، فتبا للديموقراطية.

عام بقصر ليلة وليلة بطول عام

قد تظنني مجنون وأنت تقرأ سطوري هذه، لكن كن متأكدا أنا ما سأقوله في بضع كلمات قادمة هو واقع عشته في موسم جامعي واحد، نصفه الأول اقترن بالثلث الأخير من السنة الخامسة عشر بعد الألفين، ونصفه الثاني أقسم على أن لا ينتهي حتى يستوفي نصف السنة السادسة عشر بعد الألفين، بل تجبر واستقوى ثم اغتصب يومين من نصف السنة الثاني.
كانت بداية الموسم التكويني كسائر السنوات تتعرف على هذا، تتحسس من ذاك وتمشي بعيدا عن الآخر والسبب أن تسريحة شعره لم ترقك. مرت الأيام مسرعة وكأن الزمن في سباق للمسافات القصيرة، صادفتنا مجموعة من المحطات قربتنا، قوتنا وعرفتنا فعرفتنا. أصبح الطويل أخ القصير، صاحب التسريحة الغريبة خليل شيخ الفوج وأصبحت أنا أعيش في منزل هذا أخي وتلك أختي و الأخرى هي كذلك أختي. تلاشت الحواجز وانمحت الآثار التي رسمها المجتمع في عقولنا وانطفأت حمية الجاهلية.
تعاونا، تآزرنا أظهر كل فرد معدنه وتصارع الكل ليكون الذهب. سافرنا، ناضلنا، أكلنا، قرأنا وفعلنا. كنا شتى والفعل واحد والقول واحد، يحيط بهما ود واحترام لن تجد مثله ولو قرأت سنون عمرك واستلفت ما تبقى من عمري.
 مر العام كليلة و يا ليتها كانت ألف ليلة، وجدنا نفسنا "ولن أقول أنفسنا لأننا واحد" في يوم الوداع، يوم قررنا أن نحتفل فيه على شرف كل لحظة تشاطرها الفرد منا مع الجماعة. كنى سكرى تجرعنا من نبيذ السعادة، وثمل المنطوي منا على نكات يونس، رقصات عبد السلام وأبحرت أنا في زوق وجهته عالم وردي تدفعه ابتسامات ارتسمت على شفاه الرفاق.
 كنا نظن أن الحفل سيتحول لمأثم. رقصنا، أكلنا، شربنا وبدأ الحفل يلفظ أنفاسه الاخيرة، في تلك اللحظات أحست الأستاذات باقتراب النهاية وبدأت الدموع تسيل، هذه تبكي والاخرى تلعن الدنيا التي ستفرقها عن خلانها، استأسد الرجال وقال كل محمد أنا الأقسى، لكن ما هي إلى لحظات حتى لانت القلوب وأدمعت عيون الرجال وصار الصخر حمأً امتزج بالدموع.
هذه بكل اختصار كانت قصة عام وليلة
انتهى العام بالليلة
وانتهت الليلة بساعات من البكاء عمرها كالعام
لحظة:
نسيت عزيزي (عزيزتي) القارئ أن أجيبك على سؤالك بخصوص اختياري للصورة أعلاه،اخترتها بكل بساطة لأنها تعبر عنا نحن جميعا كنا واحد قوتنا في وحدتنا كهاته العيدان الصغيرة في الصورة.

أم، طفل والأمل في عاصفة مخزنية بالعاصمة الرباط

كعادتي مهرولا بين صفوف المناضلين، احي هذا وألتقط صورة لذاك، تارة تجدني في المقدمة، وتارة أخرى أتديل جموع الصائمين، لا أكل ولا أمل من توثيق مسيرة بيضاء مشرقة، زادها نورا سمو هدفها.
وبينما أن أخترق صفوف فوج الأمل والهتافات تتعالى، تجلى أمامي الأمل في أجمل صورة، أم تحمل طفلها ولا أظنه تجاوز الأربعين يوما. توقفت لحظة مبتسما لما رأته عيني من جمال، ثم التقطت لهما صورة (الصورة أعلاه)، ثم استيقظت من حلمي لأجد نفسي داخل كابوس فيه الأم تحمل فلذة كبدها وهي تصرخ محتجة مع جموع المتظاهرين. أي ظروف أتت بك بيننا وأنت أم حديثة؟ أرعد عقلي وهو يفكر، أحسست بضيق وكأني أغوص لأعماق البحر الميت، أظلمت الدنيا في عيني ولم يبقى هناك نور سوى الأمل في أن يحيى هذا الطفل حياة أفضل.
أيقظتني أيدي مناضل وهي تربت على كتفي، فأكملت مسيري نحو الأمام وقد ارتسمت على وجهي ملامح اختلط فيها الخوف بالحزن وزينهما راحة لم أعرف سببها للحظة.
صورة الطفل والأم لم تفارق تفكيري حتى اللحظة وأنا أخط هذه السطور خاصة بعد أن تهاوت علينا هراوات رجال الامن:
·      هل الطفل بخير؟
·      هل الأمل لمستقبل أفضال باق؟
·      هل هناك في وطني أمهات بمثل هاته العزيمة؟
أتمنى لو أعرف نهاية القصة، قصة أم وابنها أبو إلا أن يجابهوا العدى في يوم الجمعة 17 يونيو 2016 بالعاصمة الرباط.

القصر الكبير من حال إلى حال بأيدي الفاسدين

عزيزي (عزيزتي) الزائر (الزائرة) لابد ان الصورة أعلاه أثارت انتباهك، بالفعل هي واقع العاصمة بوزنها وما ترصد لها من ميزانيات ضخمة قصد تأهيلها، تطويرها وتزيينها. والصورة اسفله هي كذلك واقع، لكنه هذه المرة لمدينة لم يشفع لها تاريخها، موقعها، مؤهلاتها الطبيعية وما أنتجت لهذا الوطن الجريح من رجال أبدعوا في شتى المجالات.
فزائر المدينة بعد خروجه من باب المحطة الطرقية يعود مهرولا إليها محاولا ركوب أول حافلة ظنا منه أنه أخطأ المقصد، فالفوضى تحيط بالمحطة وكأنما أحيطت بأسواق الدنيا وما فيها، جموع اختلط فيها البائع بالمتسوق، يمشي بينهما أشخاص ذوي وجوه قاسية يفيض من وديان خطتها فيها أدوات حادة شر لا مثيل له سوى في القصر الكبير، أتقنوا فن النشل واحترفوا قطع الطرق. هذه صور بالأبيض والأسود أردت أن أريك إياها عزيزي (عزيزتي) القارئ (القارئة) قبل أن أمر لموضوع تدوينتي هذه والذي ستجده ينساب بدأً من السطر الموالي.
من بين ما تدمع له العين في مدينة القصر الكبير، ذلك الممر التحت أرضي الذي يفصل عدوتي المدينة اليمنى عن اليسرى. ممر رصدت له موارد مالية ضخمة وتجلى فيه إبداع "مهندس" فتمخض ثم ولد فأرا. لن أتحدث عن رداءة البناء، عن الشقوق التي تقسمه إلى نصفين وكأن عدوتي المدينة كل تجر الممر في اتجاهها، ولن أسهب في وصف إنارة، نظافة أو رائحة النفق. ولكني سأخبرك عزيز (عزيزتي) القارئ (القارئة) الغريب (الغريبة) عن المدينة أنه في عز فصل الصيف إذا مررت من هذا الغار التحت أرضي ستجده غارقا في سوائل لم تجد لها بلدية المدينة حلا، تارة يقولون أن النفق بني على عين قديمة، وتارة أخرى يتمتمون بأنها ناتجة عن تسريبات في شبكة الماء (ولو قالو شبكة التطهير أو الواد الحار لكان أقوم)، وأنا أقول أنها دموع النفق يرثي حاله، ويبكي قذارة شرار الخلق ومختلسي أموال المدينة.
هذه باختصار صورة هذا الممر الذي يستحي سكان المدينة ان يصفوه بالممر وأطلقوا عليه اسم الغار. صورة أحد المعابر الثلاثة الرئيسة التي تخترق حائط القصر الكبير (صور القصر الكبير العظيم) الذي يفصل شمال المدينة عن جنوبها (شرقها عن غربها جغرافيا) أو يفصل القصر الكبير النافع بالغير النافع.

الأطر التربوية: حال وطننا حين تسند الامور إلى غير أهلها

العاصمة الرباط، تعودت على زيارتها مرارا لأسباب مختلفة: مرة من أجل السياحة، وأخرى لأغراض إدارية، لتكون زيارتي لها هذه المرة في يوم رمضاني مشمس من أجل المطالبة بحقي العادل رفقة حوالي ألفٍ من الأطر التربوية أوقد تزيد قليلا.
كانت بداية اليوم جد مشجعة، ترى الأصدقاء ورفاق درب النضال وقد انطلقوا كل من مصر، يَزِفون خبر قدومهم للعاصمة بمنشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي وكأنهم يُزُفون لعروس طال لها الشوق وكَل في سبيلها الجبين. فئة تهتف "ها أنا قادم يا رباط"، "لبيك يا مسيرة الصائمين"، والباقي تعلو البسمة محياه، ولا أحد يظن أن العرس سيتحول إلى مأثم بفعل كيد الكائدين.
انطلقت سلمية تلتحف الأبيض، أحكم فيها تنظيم الجموع، وحيي فيها الأطر، من ساحة باب الحد، حتى مثيلتها ساحة البريد. هناك وقفت متربصة جموع من "قوى الأمن"، كل واحد منها يصل طوله المترين في زمن قلت فيه قامات الكائنات البشرية (أقصد يتم اختيار الأفضل لولوج صفوف رجال الأمن)، خرج من بين هذا التنظيم الذي لم نشاهد مثله إلا في معارك الأفلام التاريخية، شرطي يلبس لباسا أبيضا تزينه أشرطة بألوان علم المغرب.
ساد صمت صفوف الأطر التربوية وكأنهم يترقبون صافرة حكم في مباراة نهائية. توجه نحونا في خطى مختلة كأنما يدك الأرض دكا، وبنبرة ظالمة أمرنا بوقف مسيرتنا السلمية، فغضب الأطر وأطلقوا صافرات الاستهجان والشعارات المطالبة بحرية الاحتجاج المسجلة في دستور مملكتنا كحق من الحقوق الشرعية، التفت خلفه وتراجع خطوات، ثم أمر، فإذا بجموع رجال الأمن ينقضون علينا ويتفننون في الركل تارة، وفي التلويح بعصيهم المعدنية تارة أخرى، فترى إطارا ينزف هنا، وآخر هشمت عظامه هناك. الكل خائف، يركض، يصرخ، يتألم، و"قوى الأمن" لم يرتوي ظمؤها بعد، طاردتنا في ساحة البريد وشوارعها، تربصت بنا في ساحة باب الحد وأسواقها، وأجهزت علينا في قلب المدينة حيث شاهد المواطن مطاردات تذكر بحملات صيد الخنزير البري (الحلوف).
مر نصف اليوم في كر وفر، حصيلته مجموعة من الجرحى التي أصابتهم أيدي أو عصي "رجال الأمن" ولو أنهم في التأثير سواء. وأستاذة صدمتها سيارة بعد أن حاولت الفرار بنفسها من بطش "رجال الأمن"، وجموع أخرى من الجرحى دهستها أقدام الجموع الفارين من كيد الظالمين.
والسبب: أننا طالبنا بحقنا عن طريق ممارسة حقنا. فالعمل حق دستوري، والاحتجاج حق دستوري، يمنعنا عنهما "رجل ترأس الحكومة" لا يخاف الله ويعبث في الأرض فسادا.
لكننا أطر تربوية، لن نمل ولن نخاف، فإما الإدماج، أو الممات، أو يتدخل أمير المؤمنين لوقف مهزلة حكومة "خائنة_شعبية" لا تفقه في السياسة، ولا تعرف سوى التطبيل في البرلمان أو البرامج التلفزيونية.

المتأسلمون والقضية الفلسطينية ... ؟؟؟



كعادتي وأنا أتجول بين منشورات الفيسبوك، أقرأ رأي هذا وأشارك فكرتي مع ذاك، وجدت بعض "الأصدقاء" في نقاش حول فكرة إحدى الزميلات والتي تنادي بكون القضية الفلسطينية هي قضية وطنية، فتوقفت للحظة وجيزة على هذه التعليقات لأجد من هؤلاء  من يرفض وصف القضية الفلسطينية بالقضية الوطنية، بل هناك من تعدى ذلك ليستعر من إخواننا في فلسطين ومن المسجد الأقصى بحجة أن الاهتمام بالقضايا الوطنية الداخلية أهم من الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبالأقصى الذي يبعد عنا بمئات الكيلومترات.

هاته الفئة المتخلفة فكريا وعقائديا، غاب عن أذهانهم أن نصرة إخواننا المسلمين واجب ديني، وأن الدفاع عن المسجد الأقصى ضرورة مقدسة، أقدس من الوطن كما تعلمنا منذ الصغر "الله، الوطن، الملك"، فهي أقدس من كل مشاكلنا الداخلية، أهم من البطالة، من الفقر، من التعليم وتدريجه، من الجدال حول اللغة الأحق بترسيمها في البلاد، من التفاوتات المجالية.
لهذا
v      أدعوكم للعودة إلى الله...
v      أدعوكم للتفكير مجددا...
v      أدعوكم لترتيب أولوياتكم...



ياسين الدريوش

المساوات أم العدل؛ أيهما أقوم؟؟؟



كل فرد منا له ميولات...، مجالات يبدع فيها دون الأخرى....

صحيح أنه حين إمتحاننا تتحقق المساوات.

لكن هل يتحقق العدل؟؟؟

هل العدل أن تمتحن نجارا وحدادا وإسكافيا في النجارة؟؟؟

هل العدل أن تحاكم السمكة على قدرتها على التسلق؟؟؟

بالطبع لا؛

فإذا حاكمت السمكة على قدرتها على التسلق ستعيش بقية حياتها تعتقد أنها غبية.

فنعم للعدل.

لا للمساوات.
جميع الحقوق محفوظة لــ ياسين الدريوش 2016 ©