أم، طفل والأمل في عاصفة مخزنية بالعاصمة الرباط

كعادتي مهرولا بين صفوف المناضلين، احي هذا وألتقط صورة لذاك، تارة تجدني في المقدمة، وتارة أخرى أتديل جموع الصائمين، لا أكل ولا أمل من توثيق مسيرة بيضاء مشرقة، زادها نورا سمو هدفها.
وبينما أن أخترق صفوف فوج الأمل والهتافات تتعالى، تجلى أمامي الأمل في أجمل صورة، أم تحمل طفلها ولا أظنه تجاوز الأربعين يوما. توقفت لحظة مبتسما لما رأته عيني من جمال، ثم التقطت لهما صورة (الصورة أعلاه)، ثم استيقظت من حلمي لأجد نفسي داخل كابوس فيه الأم تحمل فلذة كبدها وهي تصرخ محتجة مع جموع المتظاهرين. أي ظروف أتت بك بيننا وأنت أم حديثة؟ أرعد عقلي وهو يفكر، أحسست بضيق وكأني أغوص لأعماق البحر الميت، أظلمت الدنيا في عيني ولم يبقى هناك نور سوى الأمل في أن يحيى هذا الطفل حياة أفضل.
أيقظتني أيدي مناضل وهي تربت على كتفي، فأكملت مسيري نحو الأمام وقد ارتسمت على وجهي ملامح اختلط فيها الخوف بالحزن وزينهما راحة لم أعرف سببها للحظة.
صورة الطفل والأم لم تفارق تفكيري حتى اللحظة وأنا أخط هذه السطور خاصة بعد أن تهاوت علينا هراوات رجال الامن:
·      هل الطفل بخير؟
·      هل الأمل لمستقبل أفضال باق؟
·      هل هناك في وطني أمهات بمثل هاته العزيمة؟
أتمنى لو أعرف نهاية القصة، قصة أم وابنها أبو إلا أن يجابهوا العدى في يوم الجمعة 17 يونيو 2016 بالعاصمة الرباط.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ياسين الدريوش 2016 ©