القصر الكبير من حال إلى حال بأيدي الفاسدين

عزيزي (عزيزتي) الزائر (الزائرة) لابد ان الصورة أعلاه أثارت انتباهك، بالفعل هي واقع العاصمة بوزنها وما ترصد لها من ميزانيات ضخمة قصد تأهيلها، تطويرها وتزيينها. والصورة اسفله هي كذلك واقع، لكنه هذه المرة لمدينة لم يشفع لها تاريخها، موقعها، مؤهلاتها الطبيعية وما أنتجت لهذا الوطن الجريح من رجال أبدعوا في شتى المجالات.
فزائر المدينة بعد خروجه من باب المحطة الطرقية يعود مهرولا إليها محاولا ركوب أول حافلة ظنا منه أنه أخطأ المقصد، فالفوضى تحيط بالمحطة وكأنما أحيطت بأسواق الدنيا وما فيها، جموع اختلط فيها البائع بالمتسوق، يمشي بينهما أشخاص ذوي وجوه قاسية يفيض من وديان خطتها فيها أدوات حادة شر لا مثيل له سوى في القصر الكبير، أتقنوا فن النشل واحترفوا قطع الطرق. هذه صور بالأبيض والأسود أردت أن أريك إياها عزيزي (عزيزتي) القارئ (القارئة) قبل أن أمر لموضوع تدوينتي هذه والذي ستجده ينساب بدأً من السطر الموالي.
من بين ما تدمع له العين في مدينة القصر الكبير، ذلك الممر التحت أرضي الذي يفصل عدوتي المدينة اليمنى عن اليسرى. ممر رصدت له موارد مالية ضخمة وتجلى فيه إبداع "مهندس" فتمخض ثم ولد فأرا. لن أتحدث عن رداءة البناء، عن الشقوق التي تقسمه إلى نصفين وكأن عدوتي المدينة كل تجر الممر في اتجاهها، ولن أسهب في وصف إنارة، نظافة أو رائحة النفق. ولكني سأخبرك عزيز (عزيزتي) القارئ (القارئة) الغريب (الغريبة) عن المدينة أنه في عز فصل الصيف إذا مررت من هذا الغار التحت أرضي ستجده غارقا في سوائل لم تجد لها بلدية المدينة حلا، تارة يقولون أن النفق بني على عين قديمة، وتارة أخرى يتمتمون بأنها ناتجة عن تسريبات في شبكة الماء (ولو قالو شبكة التطهير أو الواد الحار لكان أقوم)، وأنا أقول أنها دموع النفق يرثي حاله، ويبكي قذارة شرار الخلق ومختلسي أموال المدينة.
هذه باختصار صورة هذا الممر الذي يستحي سكان المدينة ان يصفوه بالممر وأطلقوا عليه اسم الغار. صورة أحد المعابر الثلاثة الرئيسة التي تخترق حائط القصر الكبير (صور القصر الكبير العظيم) الذي يفصل شمال المدينة عن جنوبها (شرقها عن غربها جغرافيا) أو يفصل القصر الكبير النافع بالغير النافع.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ياسين الدريوش 2016 ©